[center][b][b][font:c64c=arabic transparent][color:c64c=#003366]غزة – صفا [/color][/font][/b][size=16][b][font:c64c="]"بابا – ماما" تلك هي أكثر الكلمات التي تستطيع آية أسعد حمد ( 5 أعوام) أن تفسرها وتنطقها، ولكن ليس بشكل سليم كأخواتها وإخوتها الذين تعيش معهم داخل منزلهم في معسكر جباليا شمال قطاع غزة.[/font][/b]
[b][font:c64c="]معاناة آية بدأت بعد ولادتها بثلاثة أشهر، وذلك حينما قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مكاناً قريباً جداً من منزلها الذي كانت تقطنه في بلدة بيت لاهيا، مما تسبب لها "بسخونة في جسدها".[/font][/b]
[b][font:c64c="]قالت والدتها بحزن شديد غطى ملامح وجهها: "بعد إصابة ابنتي بهذا المرض حاولت علاجها بكافة الوسائل، وذهبت إلى العديد من الأطباء رغم قلة إمكانياتنا وظروفنا الصعبة، ولكن درجة السخونة كانت تزداد لديها باستمرار، وبعدها أصبحت لا تسمع ولا تنطق".[/font][/b]
[b][font:c64c="]وأضافت " آية لا تسمع شيئاً سوى الأصوات العالية التي تدوي في أذنيها الصغيرتين، كما تنطق بعض الكلمات الخفيفة ولكن ليس نطقاً سليماً، فهي بحاجة لاهتمام أكبر من قبل المؤسسات والجمعيات التي تعني بهذه الشريحة من المجتمع لأن ظروفنا المادية لا تسمح لنا بتوفير ما يلزمها".[/font][/b]
[/center]
[/size][center][size=16][b][color:c64c=red][font:c64c="]معاناة لا تنتهي[/font][/color][/b][/size]
[size=16][b][font:c64c="]وتتمنى آية التي حرمت من نعمة السمع ولم تحرم من قوة العقل والذكاء كما تقول والدتها- أن تكون كبقية الأطفال الذين منحهم الله نعمة السمع والنطق، وأن تلعب وتلهو معهم دون مضايقة من أحد.[/font][/b]
[b][font:c64c="]وعن معاملة إخوتها لها، أوضحت والدتها أنهم يعاملونها معاملة طيبة ولا يشعرونها بما تعاني منه أو أنها مختلفة عنهم، فهي تحب إخوتها وهم يحبونها ويوفرون لها كل ما تريده.[/font][/b]
[b][font:c64c="]وأضافت " إن أكثر شيء يضايق آية هو عدم تمكنها من التعبير عما بداخلها مما يجعلها تبكي وتنطوي على نفسها، ولكنني أحاول قدر المستطاع أنا ووالدها أن نخفف عنها وأن نشعرها بأنها طفلة جميلة وذكية، ونساعدها على نسيان ما هي فيه".[/font][/b]
[b][font:c64c="]وأعربت والدتها عن أملها في أن يشفي الله ابنتها وأن يعيد لها نعمة السمع، مطالبة الجمعيات المعنية بالنظر إلى شريحة الصم ومحاولة التخفيف من معاناتهم وتوفير كافة ما يحتاجونه.[/font][/b]
[b][font:c64c="]ويبلغ عدد المعاقين سمعياً فوق الـ16 عاماً في قطاع غزة حوالي 10 آلاف أصم من كلا الجنسين، 80% منهم لا يتلقون أي خدمة بالوقت الحالي، في حين أن نسبة الإعاقة في فلسطين بلغت 4.3% وهي النسبة الأكبر على مستوى العالم.[/font][/b]
[/center]
[/size][center][size=16][b][color:c64c=red][font:c64c="]عجز ومشقة[/font][/color][/b][/size]
[size=16][b][font:c64c="]وعلى مقربة منه كانت الفتاة صباح أبو عمرة (27عاماً) واقفة تنتظر دورها كي تحصل على السماعات الطبية التي وزعتها جمعية المستقبل للصم الكبار في غزة بتمويل من نقابة الأطباء المصريين.[/font][/b]
[b][font:c64c="]قالت أبو عمرة لـ "صفا" :" منذ ولادتي وأنا أعاني من فقدان حاسة السمع، حيث استطاع أهلي علاجي ولكن دون نتيجة، فمعاناتنا تزداد يوماً بعد يوم خاصة أننا كمعاقين نجد صعوبات كثيرة أمامنا".[/font][/b]
[b][font:c64c="]وأضافت باستياء شديد "فقداني للسمع جعلني دائماً وحيدة ومنعزلة داخل غرفة بالمنزل، فلا أشارك أهلي في أي شيء يفعلونه خاصة أنني اليوم جالسة في المنزل وعاجزة عن التعبير والتحدث مع الآخرين دون لغة الإشارة التي لا يفهمها إلا من تعلمها".[/font][/b]
[b][font:c64c="]وتابعت "أهلي يتضايقون كثيراً لأن تعاملهم معي يكون بلغة الإشارة، وهذا يسبب لهم مشقة رغم أنهم يعرفون، لذا أفضل البقاء وحيدة داخل الغرفة"، مطالبة بدمجهم في المجتمع، وتوفير مكان لهم يحتضنهم باستمرار".[/font][/b]
[b][font:c64c="]وأشارت إلى أنها تجد صعوبة في التعامل مع الناس خاصة حينما تذهب إلى السوق لشراء شيء ما، مبينة أنها تعلمت بجمعية المستقبل الخياطة وعمل المعجنات كما شاركت بالعديد من الرحلات الترفيهية.[/font][/b]
[b][font:c64c="]ويعاني هؤلاء المعاقين من عدم توفر احتياجاتهم الأساسية وأدواتهم العلاجية نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من أربعة أعوام وهو ما زاد من مأساتهم.[/font][/b]
[b][font:c64c="]ولم تكن معاناة أسامة العمري (8 سنوات) بالمغايرة عن سابقيه، فقد حرمه الله منذ ولادته من نعمة النطق التي أثرت على سمعه بشكل كبير وبات اليوم عاجزاً عن السمع والنطق إلا بالشيء القليل جداً.[/font][/b]
[b][font:c64c="]وقال والده بنبرة صوت حزينة :"منذ ولدت زوجتي أسامة وهو يعاني من ضعف كبير في النطق، حيث حاولنا تقديم العلاج له، ولكن كافة المحاولات باءت بالفشل، وإرادة الله كانت أقوى من كل شيء". [/font][/b]
[b][font:c64c="]وأضاف "لقد أثَّر ضعف النطق بشكل كبير على حاسة السمع لدى أسامة، وبات لا ينطق إلا بكلمات قليلة جداً وليس بطريقة صحيحة، فهو يجد الآن صعوبة في نطق العديد من الأحرف".[/font][/b]
[b][font:c64c="]ويدرس أسامة اليوم في مدرسة ذكور بيت لاهيا للاجئين شمال القطاع وهو بالصف الثالث الابتدائي، حيث يتعامل معه مدرسوه بصعوبة نظراً لحالته، ولكنهم يحاولون إيصال المعلومة له بطريقة سهلة كونه ذكياً.[/font][/b]
[b][font:c64c="]وأكمل "نأمل أن يمن الله على ابني بنعمة السمع والنطق وألا يشعر بنقص وأن يكون كبقية الأطفال، خاصة أن هناك أطفال يلقبونه "بالأهبل والمعتوه" مما يؤثر على نفسيته ويفاقم من معاناته".[/font][/b]
[/center]
[/size][center][size=16][b][color:c64c=red][font:c64c="]خدمات قدر الإمكان[/font][/color][/b][/size]
[size=16][b][font:c64c="]وحول دور الجمعيات في تأهيل الصم، أوضح مدير جمعية المستقبل أدهم عيد أن جمعيته تحاول قدر المستطاع أن تقدم خدماتها للمعاقين سمعياً، فهي تسعى جاهدة لدمج المعاقين الكبار في المجتمع المحلي من خلال تأهيلهم أكاديمياً ومهنياً واجتماعياً ونفسياً.[/font][/b]
[b][font:c64c="]وبيَّن لـ"صفا" أن جمعيته تخدم حوالي 1300 أصم، وهناك 1150 أصم هم أعضاء بالجمعية، في حين أن نسبة الصم المنتفعين من الجمعية لا تصل إلى 15% وذلك لعدم توفر الإمكانيات المادية الكافية.[/font][/b]
[b][font:c64c="]وأشار عيد إلى أن نسبة البطالة في مجتمع الصم تصل إلى 72%، ونسبة الفقر تتجاوز الـ85% ، مطالباً بتقديم الدعم للصم وتمويل برامج ومشاريع يستفيد منها المعاقون في غزة.[/font][/b][/size][/b][/center]